الوَروثية مفهوم إحصائي يقيس الدرجة التي تساهم بها الاختلافات الجينية بين الأفراد في اختلافات السمات داخل مجموعة سكانية. إنها فكرة أساسية في علم الوراثة، وغالبًا ما تكون عرضة للتفسير الخاطئ. يتم التعبير عن الوَروثية كنسبة مئوية، تعكس نسبة التباين في سمة معينة عبر مجموعة سكانية يمكن ربطها بالاختلافات الجينية. ومع ذلك، من المهم أن نفهم أن الوَروثية لا تحدد مدى "وراثية" السمة، ولا هي ثابتة عبر مجموعات سكانية مختلفة أو سياقات بيئية.
يمكن أن تتقلب وَروثية السمة بشكل كبير اعتمادًا على المجموعة السكانية التي يتم فحصها والظروف البيئية المحددة الموجودة. يؤكد هذا التباين أن الوَروثية تعتمد بطبيعتها على السياق. على سبيل المثال، في مجموعة سكانية حيث يواجه الأفراد ظروفًا بيئية متشابهة جدًا، من المرجح أن تُعزى الاختلافات في سمة مثل الطول إلى الاختلافات الجينية، مما يؤدي إلى تقدير أعلى للوَروثية. وعلى العكس من ذلك، في مجموعة سكانية ذات مجموعة متنوعة من الظروف البيئية، قد تظهر نفس السمة وراثة أقل لأن العوامل البيئية تلعب دورًا أكبر في الاختلافات الملحوظة.
وعلاوة على ذلك، فإن الوَروثية العالية لا تشير إلى أن تطور السمة لا يتأثر بالتأثيرات البيئية. حتى السمات التي تحتوي على مكونات وراثية كبيرة، مثل معدل الذكاء، يمكن أن تتغير بشكل كبير بسبب التغيرات في الظروف البيئية. وهذا يسلط الضوء على التفاعل الديناميكي بين الجينات والبيئة. على سبيل المثال، يمكن لتطبيق برامج تعليمية غنية أن يعزز القدرات المعرفية، مما يشير إلى أن التعديلات البيئية يمكن أن تؤثر على السمات ذات الأسس الوراثية القوية.
كما توضح التغييرات التاريخية في السمات مثل القامة الجسدية هذا المفهوم. ارتفع متوسط الطول في مختلف السكان على مدى القرن الماضي في المقام الأول بسبب التحسينات في التغذية والرعاية الصحية وليس التغيرات الجينية في هذه السكان. هذه الزيادة، التي لوحظت على أنها زيادة بمقدار 8.89 سم في متوسط الطول من عام 1896 إلى تسعينيات القرن العشرين، تؤكد التأثير الكبير للتحسينات البيئية على سمة ذات محددات وراثية ملحوظة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأبحاث التي شملت أفرادًا لديهم خلفيات وراثية مماثلة ولكنهم نشأوا في بيئات تتراوح من الحد الأدنى إلى الدعم العالي توضح تباينًا كبيرًا في السمات. وتؤكد هذه الدراسات أن العوامل الوراثية توفر الإطار، ولكن العوامل البيئية تشكل بشكل كبير السمات الجسدية والسلوكية للأفراد. ويشكل فهم التفاعل بين العوامل الوراثية والبيئة أهمية بالغة لفهم الوَروثية ودورها في تطور السمات عبر السكان.
From Chapter 2:
Now Playing
Biopsychology
189 Views
Biopsychology
3.1K Views
Biopsychology
1.6K Views
Biopsychology
1.1K Views
Biopsychology
777 Views
Biopsychology
804 Views
Biopsychology
706 Views
Biopsychology
297 Views
Biopsychology
536 Views
Biopsychology
396 Views
Biopsychology
402 Views
Biopsychology
303 Views
Biopsychology
531 Views
Biopsychology
1.8K Views
Biopsychology
257 Views
See More
Copyright © 2025 MyJoVE Corporation. All rights reserved